قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. logo الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه.
shape
شرح مقدمة التفسير لابن تيمية
127350 مشاهدة print word pdf
line-top
ورع الإمام أحمد بن حنبل

يقول: ولهذا تحرج جماعة من السلف عن تفسير ما لا علم لهم به جماعة من السلف؛ يعني من الصحابة كما سيأتي ومن التابعين وممن بعدهم، توقفوا عن تفسير كثير من الآيات، ولم يفتوا فيها، ولم يفسروها مخافة أن يقولوا بغير علم، كما أن كثيرا منهم يتوقفون أيضا عن الفتيا مخافة أن يقولوا على الله تعالى بغير علم.
فيأتي أحيانا السائل فيسأل أحدهم فيقول: سل فلانا، ثم يذهب فيسأله فيقول: سل فلانا، ثم يأتي فيقول: سل فلانا، حتى يرجع إلى الأول يترادونها مخافة أن يزل أحدهم بهذه المسألة فيقع فيمن يقول على الله بغير علم.
وكثير من الأئمة أيضا تأتيهم المسائل سواء في القرآن أو في غيره فيتوقفون، يخشون أن يقول الله لهم لماذا قلتم وأنتم لستم على يقين؟
كثير من الذين ينقلون عن الإمام أحمد بعض المسائل يذكرون أنه لا يجزم؛ بل يقول: أرجو أن يكون كذا، وأحيانا يتوقف ويقول: أهاب أن أقول فيها شيئا، ويخشى من قول الله تعالى: وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ .

line-bottom